مقترح لتطوير التوجيهي على طاولة الحوار منذ 14 عاما لم يناقش

أخبار حياة – أكد وزير التربية والتعليم الأسبق الدكتور إبراهيم بدران،أن التعليم في الأردن يحتاج لتطوير حقيقي،على الرغم من وجود مقترحات عديدة على طاولة الحوار منذ عدة سنوات،

لكنها لغاية الآن لم تناقش وذلك بسبب مشكلة تواجه التعليم في المملكة وهي “الاستسهال”،أي غياب الرغبة الفعلية لعملية التطوير،وخصوصاً مرحلة الثانوية العامة “التوجيهي”.

وقال بدران لبرنامج صالون حياة والذي يبث عبر اثير إذاعة حياة اف ام :” نحن للأسف  نلجأ “للاستسهال” والمركزية بدلأ من التغيير والتطوير،وهذا ما جعل امتحان التوجيهي”رعب ” للطالب و لـأولياء الأمور،كون مستقبل الطالب يعتمد على معدل “التوجيهي”،وأيضا القبول الجامعي يعتمد على ذات المعدل.

نسب النجاح

وحول نسب النجاح لامتحان الثانوية العامة “التوجيهي” لعام 2022 والتي بلغت نحو 63%،أشار بدران إلى أنه من الطبيعي ان ينجح نصف الطلبة على الأقل في الامتحان ،ونسبة النجاح مقارنة بمعدل الأول على المملكة 99.9% فهي معدلات وارقام طبيعية وسببها نوعية الأسئلة التي طرحت في الامتحان.

“من غير الطبيعي ان يحصل طالب على علامة 100% في امتحان التوجيهي،واعتماد اسلوب الاختيار من متعدد هو السبب في وجود معدلات كهذه،فنمط الاختيار من متعدد لا يكشف مدى استيعاب الطالب للمادة العلمية،ولا يكشف مدى قدرته على التفاعل معها،أو مدى استيعاب الطلاب للمادة”،وفقا لبدران.

مقترح لتطوير التوجيهي

وفي سياق الحديث،أكد بدران على وجود مقترحات لتطوير امتحانات التوجيهي منذ سنوات، بما فيها مقترح بأن يخصص لامتحان التوجيهي ما نسبته (50-60%) من المعدل للامتحان، ونصف النسبة  المتبيقة (40-50%) للمدرسة بمقدار 25-30 علامة مما يعيد للمدرسة والمعلم هيبتهم ومكانتهم ،والنصف الباقي يعطى للقدرات وتمنح من قبل الجامعة لا من قبل وزارة التربية والتعليم،مشيرا إلى أن هذا المقترح مطروح منذ عام2008 ولكنه لم يناقش لغاية اليوم.

المهارات قبل الشهادات

“على الطالب  أن يتخرج من الجامعة ولديه مهارات عديدة،فالتعليم في الجامعة لا يعنى الدخول بصندوق التخصص،وانما عليك أن تعرف أصول العلم وأساسياته وأن تركز على الجانب الذي تحبه وتتفوق فيه”،بحسب بدران.

مبيناً ان المهن والحرف والتخصصات التكنولوجية لا تنجح إلا في اقتصاد صناعي ،فالدول التي تقدمت اهتمت بالتدريب والتأهيل التكنولوجي حيث ربطت التعليم مع التصنيع،مضيفا:” علينا أن ننظر للاقتصاد بالتوازي مع التعليم فلا يوجد تعليم متقدم في اقتصاد غير متقدم ،فمثلا لدينا 165 الف مهندس ،منهم 45 الف مهندس عاطل عن العمل ،فلو تم إضافة  مهارات حياتية اخرى للمهندس خلال دراسته الجامعية حتى  لا يكون المهندس محصور في صندوق الهندسة،ليتمكن من الانخراط في سوق العمل،أو حتى فتح مشروع خاص به ،فأساس التعليم والعلم هو فتح المجال أمام الانسان لاتخاذ القرار.

الجامعات

ولدى سؤال بدران عن الجامعات الأردنية بشكل عام سواء الخاصة او الحكومية:أجاب :”لدينا القدرة لأن تكون الجامعات الأردنية في مقدمة الجامعات العربية وحتى أن تنافس الجامعات الأجنبية،ولكن نحتاج لاعادة النظر في البحث العلمي،وإعادة النظر في علاقة الجامعات بالقطاعات الاقتصادية”.

وتابع :”مشكلتنا أن جامعاتنا الأردنية محافظة جدا،بمعنى انها لا تواكب التكنولوجيا بالطريقة المطلوبة ،فالتكنولوجيا تغيرت والعلوم تطورت،وعلى الحكومة أيضا دور لبحث مشاكل الشباب وايجاد حلول لها كمشكلة البطالة مثلا ،من خلال تنظيم اجتماعات مع رؤساء الجامعات واصحاب الشأن”.

واضاف : هناك مسؤولية وطنية على الجامعات ،فعليها ان تتغير وتتطور لتمكين الخريج من الاعتماد على نفسه وعلى الحكومة ان توجه بهذا الأمر وأن لا تنشغل بادارة شؤون الجامعات فهده مسائل ثانوية.

المصدر:

https://akhbarhayat.com/ar/News/47154