في حديث للصحفي محمد خصاونة – جريدة الراي – حول الدیمقراطیة ثقافة وممارسة..لا صنادیق اقتراع … قال الوزیر الأسبق الدكتور ابراھیم بدران : صحیح أن الدیمقراطیة ھي لیست مجرد صنادیق إقتراع؛ وإنما ھي تتطلب مؤسسات تعمل وفق النموذج الدیمقراطي وتلتزم بالمساواة بین المواطنین؛ولا توصل إلى المواقع المتقدمة إلا أصحاب الكفاءة القادرین على خدمة وطنھم؛ والذین یتمتعون بالعلم والخبرة والجرأة في صنع القرار. وتابع بدران: أما التجربة الدیمقراطیة بالنسبة للشعوب تبین بوضوح أن الممارسة والثقافة یسیران جنبا إلى جنب؛ فلا یمكن أن یتغیر سلوك المجتمع لیصبح متفھما للدیمقراطیة دون أن یمارسھا فعلا؛ سواء في الإنتخابات أو منظمات المجتمع المدني أو في الأحزاب أو في أي مؤسسة ذات طابع جمعي؛ وبالتوازي مع ھذه الممارسة التي یجب أن تشجعھا الدولة وتحافظ على نزاھتھا. وأشار إلى وجوب أن یكون ھناك جھد ثقافي واسع النطاق حتى تكون الممارسة في مستویات متقدمة؛ وحتى تصبح الممارسة الدیمقراطیة جزءا من قناعة المواطن في عقله وفكره وضمیره؛ مؤكدا انه على وزارات الشباب والثقافة والتربیة والتعلیم والشؤون السیاسیة والبرلمانیة؛ وعلى المثقفین والمفكرین مسؤولیة وضع المواد الثقافیة وإشاعة ثقافة الدیمقراطیة؛ وھنا یبرز دور الإعلام الذي یجب أن یعطي ھذا الموضوع مساحة كافیة؛ لتصبح قناعات المواطنین متوافقة مع ممارساتھم وبذلك ینتقل المجتمع إلى أن یصبح مجتمعا دیمقراطیا مسؤولا. وحول خطورة ما تمر فیه المنطقة؛ لفت بدران إلى أنه صحیح أن الربیع العربي ترك آثاره العمیقة على المنطقة وتأثرت به جمیع الدول العربیة بدرجات متفاوته خاصة دول الجوار المحیطة بالأردن؛ ولكن العبرة ھي في كیفیة التعامل مع ھذه المؤثرات والتأثیرات بما فیھا اللاجئون وأعباؤھم الإنسانیة والإقتصادیة والتطرف والإرھاب والحدود المغلقة وغیرھا؛ إلا أن الأردن یمكن القول أنه تعامل مع كل ذلك برؤیة إیجابیة ومنظور بناء بعیدا عن الھدم والدمار والعدمیة. وطالب بدران بأن یكمل الأردن خطواته بالإصلاح وخاصة في جانبه السیاسي من حیث قانوني الأحزاب والإنتخاب؛ وفي جانبه الإقتصادي وإعطاء العنایة الحقیقیة للأریاف والمحافظات؛ من خلال تركیز الجھود على إنشاء المشاریع الإنتاجیة لمواجھة البطالة التي تفاقمت خلال السنوات الماضیة. وأكد ان الأردن بما لدیه من إنجازات ورأس مال بشري متمیز ومؤھل قادر لأن یحول الأفكار التي وردت في الأوراق النقاشیة الملكیة إلى حقیقة واقعیة؛ یلمسھا المواطن وتحسن من ظروف معیشته وتعطي الأمل للشباب بالمستقبل وتعطیھم الدافعیة للإنخراط في العمل السیاسي والإجتماعي؛ وذلك عبر الإسراع بإتخاذ القرارات الحقیقیة التي یتوقعھا المواطن وأشر إلیھا جلالة الملك عبدالله الثاني في أكثر من مناسبة. ودعا بدران الحكومة لأن تستعین بالخبراء وأھل العلم والفكر للمساعدة في تنفیذ البرامج المختلفة؛ وتدفع الموظفین في الدولة إلى الشعور بأھمیة الإصلاح من داخل مؤسساتھم والتفاعل مع تطلعات المواطنین وطموح رأس الدولة؛ باجتیاز الأزمة التي نمر بھا.